الأربعاء، أبريل 14، 2010

نقد ناعم الملمس لخان يونس

د. فايز أبو شمالة
ما صح في زمن لا يصلح لزمن آخر، وما ناسب مرحلة لا يناسب أختها، مسلمات يمليها واقع قطاع غزة، ففي السابق كان المواطن يدوس على القانون بنعليه، وكانت غزة بحاجة إلى جرعة قوة زائدة، تهدف إلى إيقاظ المواطن من غفوته عن كثير من القيم، التي غيبتها حالة الانفلات الأمني، وبالتالي كان لا بد من تنبه المواطن بالقوة إلى حيوية القانون. ولكن في هذه الأيام التي انصاع فيها الإنسان الفلسطيني في غزة إلى الأخلاق الحميدة، وقلَّ أن تجد من يرفع رأسه متحدياً القانون، وصار للشرطة هيبة الإجراء، التي تملي على المؤسسات اللجوء إلى أسلوب الإقناع بديلاً عن استخدام القوة، أو التهديد باستخدامها.
ما سبق من تقديم كان ضرورياً لنقدي الناعم لبلدية خان يونس في المواقف التالية:
أولاً: فائض القوة الذي استخدمته بلدية خان يونس قبل فترة، وهي تغلق محلات الذهب في مبنى بلدية خان يونس القديمة لم يكن ضرورياً، وفق ما تناقل الناس من أحاديث عن كيفية استخدام القوة الزائدة ضد أصحاب مصالح يأبون التمرد، ولطالما لبوا نداء الواجب.
ثانياً: القوة الخاطئة التي استخدمتها بلدية خان يونس في هدم سور أحد المواطنين خلف سوق حي الأمل، وبعد أيام تعاود البلدية ذاتها بناء السور الذي هدمته بيد كباشها ذاته، وعلى نفقة البلدية. فأي قرار هذا الذي هدم، ومن يقف وراءه؟ وأي قرار هذا الذي عاود البناء؟ وهل هو خطأ موظف تمت محاسبته، أم خطأ مسئول؟!
ثالثاً: لا شك أن شارع البحر هو الشارع الحيوي الوحيد الواصل بين سكان مدينة خان يونس وبحرها، ورغم أن مدخل الشارع من الشرق في اتجاه واحد، إلا أنه يتسع لاتجاهين مع بداية مخيم خان يونس حتى وصوله إلى شاطئ البحر، ولا خلاف أن الحفاظ على الشارع كما هو قائم أمر حيوي وجيد، ولكن أن يكون لشارع البحر ارتداد في منطقة المخيم بالذات بعمق خمسة أمتار من الاتجاهين، فهذا أمر غير منطقي، وقد أدى إلى تعطيل حركة البناء عدة أشهر لأحد المواطنين، وأدى إلى ارتداد مواطن آخر بالقوة عدة أمتار بحيث بات شكل مبناه نشازاً عن خط البناء القائم في الشارع، وللعلم؛ فإن كل المباني القائمة على الشارع نفسه قد استوفت الإنشاء، واستكمل الشارع عماره، ولن يتغير مجراه لمئات السنين القادمة. وهذا ما جعل الناس في ريب من أمر المخيم الذي يتلقى خدماته من الأونروا! وكان حرياً ببلدية خان يونس أن تراجع قرار الارتداد، وأن تتجاوب مع المتغيرات الميدانية الجديدة التي يجب التنبه لها؛ فعندما اتخذ قرار الارتداد كانت خان يونس محاصر بالمستوطنات، وكان لها شارع واحد وحيد يوصل إلى شاطئ البحر، أما اليوم؛ فإن لخان يونس عدة شوارع توصل إلى شاطئ البحر، وعلى البلدية أن تفكر في البدائل، وفي كيفية شق الشوارع الجديدة، وتعبيدها، وتجهيزها للتعمير، إنها بدائل إستراتيجية لشارع البحر الذي ضاق على ساكنيه.

ليست هناك تعليقات: