الأحد، أبريل 11، 2010

الى متى سيبقى مكتب الاحصاء في غزة مغلقاً؟

مأمون شحادة
مختص بالدراسات الاقليمية
wonpalestine@yahoo.com

رن هاتفي النقال،،،، الووو،،،، من معي، صديقك (؟) من غزة، فرحت كثيراً، فدار الحديث، حيث كان مجمله عن رسالة الماجستير التي يقدمها صديقي هناك، موضحاً لي ان رسالته تحتاج الى بيانات احصائية من الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني، فقلت له على الفور: اذهب الى مكتب الجهاز في غزة سيزودك بالبيانات، فرد قائلاً، انه مغلق منذ عامين، قلت له "لماذا"، فرد مرة اخرى قائلاً: بسبب الاحداث التي حصلت قبل عامين ما بين فتح وحماس!!!
هنا توقفتُ عن الحديث معه، وانا احاور نفسي ما بين صيغة الحوار، وحوار الصياغة، قائلاً لنفسي هل الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني، جهاز حزبي و سياسي؟!، فعلى حد علمي ان مؤشر بوصلة هذا الجهاز تشير الى العدد الاحصائي والقدس، وليس له اي ارتباطات حزبية يحسب عليها، فلماذا يغلق ؟!؟!؟
بما معناه،،، يجب ان نتوقف قليلاً، لنفك تلك الاقواس عن معادلة الاحصاء الفلسطينية، ذلك لانها معادلة جُل همها المحافظة على جودة العينة الديمغرافية للشعب الفلسطيني، فبدون مؤسسة الاحصاء ستضيع معادلتنا الرقمية بين دهاليز السياسة و تشابك الارقام، والذي يتوجب منا جميعاً "ابعاد" مؤسساتنا الوطنية عن المناكفات السياسية والحزبية!!!
ان الاحصاء الفلسطيني يشكل خلية نحل يتعاون فيها الجميع لإنجاز العمل، مهما تكن درجة صعوبته وظروفه، وكما قال الحكماء: " بالجد والعمل يحقق الأمل" .. افلا يستوجب منا وقفة جادة ترنو الى فتح ابواب هذا الجهاز لكي يكون متواصلاً مع توأمه في الضفة، في الوقت الذي نرى فيه ان أسرة الإحصاء الفلسطيني حققت الرقم الصعب في المعادلة الصعبة من خلال، الجهد، والمثابرة، والإصرار، حتى اصبحت رقما صعبا بين مؤسسات الإحصاء العالمية، حيث حصدت الكثير من الأوسمة والجوائز العالمية : جائزة فلسطين للإبداع والتمييز، وجائزة افضل عمل إحصائي عربي، والمرتبة الأولى للوزارات والمؤسسات الرسمية لدى ديوان الرقابة المالية والإدارية، إضافة إلى الإبداع و التميز الذي يسير عليه الإحصاء الفلسطيني حيث انه على طريق الإعداد والتحضير لإجراء التعداد الزراعي الأول لهذا العام .
السؤال هنا موجه إلى كافة المسؤولين، أليس الحري بنا أن نفخر بتلك المؤسسة ؟، وامام تلك الحقيقة الاحصائية، اليس الحري بنا ان نفك الاقواس التي تغلق جهاز الاحصاء الفلسطيني في غزة الحبيبة ؟ وبما أن الإحصاء الفلسطيني نجم مهني وإداري يسمو سماء الوطن، أفلا يتطلب منا جهدا لحمايته والمحافظة عليه من اجل مصلحة الشعب الفلسطيني التي نتطلع إليها جميعا، ولكن اين الجامعات الفلسطينية، التي حصدت جوائز عالمية نفتخر بها جميعاً من هذا الاغلاق؟، وهل ترضى تلك الجامعات هذا الاغلاق؟ اليس نجاحكم "مدعما" بارقام احصائية تتوج هذا النجاح؟
من هنا نناشد جميع المسؤولين، والهيئات الانسانية، وجميع الجامعات الفلسطينية، للتحرك من اجل فتح مكتب الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني في غزة الحبيبة، ونحن نعرف ان اخوتنا في غزة سيتقبلون هذه الدعوة بكل صدر رحب، فنحن بانتظار "قرار" يسمح "بفتح" هذا المكتب الاحصائي!!! وانا على قناعة بان صديقي الذي اتصل بي سيذهب قريباً الى ذلك "المكتب" لاستلام البيانات الاحصائية التي يحتاجها من اجل اتمام رسالته التعليمية.

ليست هناك تعليقات: