الاثنين، أبريل 05، 2010

إعدام يمني وتونسي وفلسطيني

د. فايز أبو شمالة
قضت المحاكم اليمنية بإعدام يمني بتهمة التجسس لصالح إسرائيل، ونشر أحد المواقع العبرية خبراً عن تجسس نائب وزير الداخلية التونسي السابق "أحمد بنور" لصالح الموساد الإسرائيلي، وعن دوره في اغتيال كل من الشهيدين خليل الوزير "أبي جهاد" وعاطف بسيسو، وكان التحقيق الفلسطيني قد طال شخصية "عدنان ياسين" نائب السفير الفلسطيني في تونس، وقبل أيام أعلنت الحكومة الفلسطينية في غزة عن نيتها تطبيق حكم الإعدام بحق عدد من عملاء إسرائيل، الذين أصدرت المحاكم الفلسطينية بحقهم حكماً بالإعدام، وقبل فترة من الزمن ألقى حزب الله اللبناني القبض على شبكات تجسس تعمل لصالح الدولة العبرية، وتضم شخصيات معروفة ورتب عسكرية، والعجلة تدور!.
فما هذا؟ هل يمكن الاستنتاج أن روح إسرائيل، وصلب بقائها تأسس على حفنه من العملاء الذين باعوا أنفسهم، وأن هؤلاء العملاء هم شريان الحياة للدولة العبرية؟ وهل يمكن الاستنتاج أن الدولة العبرية تهتم بصناعة العملاء من كافة المستويات، وفي كافة بلاد العرب والمسلمين؟ وهل يمكن الاستنتاج أن هنالك آلاف العملاء العاملين لصالح الدولة العبرية لما يزل يعملون، ولم يتم الكشف عنهم، وهم الدم الدافق في عروق اليهود، وهم بصرها وأذنها وإحساسها المبكر بالخطر، وهم ذراعها الضارب؟ وهل يمكن الافتراض أن العملاء هم شعر رأس شمشون اليهودي، ومصدر قوته، فإن قص شعر شمشون تغشى الظلام عين إسرائيل، وصار في آذانها وقرٌ، وصارت كالوحش الهائج الذي دمر المعبد على نفسه.
لا استغرب النتائج التي توصل إليها مركز الحرية للدارسات واستطلاعات الرأي في قطاع غزة، والتي تبين أن نسبة 86% من الفلسطينيين في غزة مع تنفيذ حكم الإعدام بحق العملاء الذين تجسسوا لصالح إسرائيل. ولاسيما أن الناس في غزة قد توجعت، واكتوت، وأدركت أن الذي حفر قبر الشهداء هم العملاء، وأن وراء كل أسير في السجون الإسرائيلية يتواجد عميل، وأن فوق كل بيت مدمر، وتحت كل سيارة قصفت يوجد عميل، وأزعم؛ أنه لو جرت دراسة على أبشع الألفاظ التي تتأذى منها الأذن الفلسطينية والعربية بشكل عام؛ لكانت لفظتي: عميل، وجاسوس، لفظتان تشيران إلى الخائن الذي استسهل تقديم المعلومات عن حياة الفلسطينيين والعرب لأعدائهم. هؤلاء الخونة لا مكان لهم في الدنيا، ولكن وفق القانون.
استطلاع الرأي المؤيد لتنفيذ حكم الإعدام بنسبة ساحقة له ما وراءه من تنبيه إلى مزاج الشعب الفلسطيني، الذي يصطف بغالبيته في خندق المقاومة، ويرفض التنازل عن حقوقه التاريخية والسياسية في فلسطين.

ليست هناك تعليقات: