الاثنين، أبريل 12، 2010

الخيبة

فـــــادي الحـــــاج
أن المشكلات الانسانية التي تعاني منها المجتمعات اليوم لم تولد فجأة , بل كانت نتيجة لتراكم الاخطاء الانسانية مع الانسان الاول الى اليوم, بفعل التطورات التي احدثها العقل البشري بغياب وعيه عن سلبيات هذا التطور, مما ادى الى تفاقم الامراض والاوبئة والخيبة, فأين يكمن الحل ؟ انه العلاج بالعلم الذي هو السبيل الوحيد لكل مرض اجتماعي متأتي من فعل الانسان.
زودتني الحياة بنعمة الكلام والصوت الذي لم يعرف اليه طريقاً كثيرون ممن أصيبوا بخيبات أمل، ومن ثم وهبتني قلباً طاهراً وصادقاً كي ارفض كل أنواع الخبث والكذب والمراءاة. خيبات الأمل لمن هم مثلي تكون دافعاً ومحفزاً على المضي قدماً وبإصرار أكبر على قناعاتنا مزودين بإنسانيتنا، وأنا على ثقة أن قلمي وصوتي مع كل الاحرار في الوطن سيكونان الكفة التي تعيد التوازن مع كل هذه لأكاذيب التي تحيط بنا. لا أملك سوى القلب الطفولي والإرادة الحديدية, ولا انتظر من ينصفني بل انا اعمل كما كنت دائماً على انصاف ذاتي. هذه هي الحياة شئتا أم ابيتا لها سّيئات كثيرة ولكن نحن من نقرر المصير ارادتنا يجب ان تكون سيّدة الموقف هذا اولا ثانيا نحن لا نرى الامور دائما الا بسلبياتها ولكن الايجابيات هي ان هذه الحياة المرة تحضن اناس ماذال قلمهم حر ورأيهم حر وهم احرار امثال الكثيرين من المتطوعين بهذا الدومين الاعلامي. ان اعبر عن مشاعر الأغلبية الصامتة، لقد أغرقونا زعماؤنا وعودا ولم يفي احد بما وعد ،وعود الأخرين لمن تبعهم كانت اوفى من وعود من صدّقنا, ولكن للأسف لا حياة لمن تنادي والصورة التي رسمتها خطاباتهم هي غير الصورة الحقيقية ربما لو كانوا في هوليوود لكانوا اهم ممثلين ومخرجين في العالم واستطاعوا ان يرفعوا اسم لبنان عاليا بدل وجودهم في السياسة اللّبنانية وإغراقهم للشعب المسكين في كهوف الحزن والخيبة والظلام. نعم , فهم وجوه تمثيلية ليس الا, نهاياتها مأساوية على مستوى لبنان ككل , لان من لا يجيد تادية دوره بحق و موضوعية يقبل كل الادوار لمصالحه الذاتية

"وما على المسلم من غضاضة في ان يكون مظلوما ما لم يكن شاكا في دينه أو مرتابا بيقينه" الامام علي كرم الله وجهه, ولكن الدنيا مرتع الظلم , وشاء القدر ان نكون فيها. وبعيدا عن الشك بالدين واليقين , لانهما من المواضيع المشجعة على استبعاد الظلم والتعلق بالحياة. لذلك قررت ان أكتب عن حال المواطن, دائما يشعر المواطن عند كل صباح بأن الخيبة ستسحق نهاره , دائما يعيش شباب الوطن في هذه الخيبه. ولكن الكذب ونسيان المواطن وحاجياته من الاقتصاد والامن والطبابة والتعليم والوظيفة, على المواطن أن يدفع الضريبة والمسؤول متربع على العرش, عرش المناصب وتحقيق الاحلام والمواطن ايضا له عرش. عرشه ربطة خبز ودواء مزور وانتظار الطبابة على رصيف المستشفى والامن المفقود. اما الوفاء فهو يعطيه من دون سؤال وهذا المواطن أقرب الى وطنه من أي مسؤول لأنه يحب وطنه دون مقابل وأغلب المسؤولين يأخذون من الوطن دون أن يقدموا أي شي. سنخرج اليوم من معتقل الكلمات.طالما ان الجميع اليوم باتوا من دون أقنعة. ان كان المواطن هو شريك في اللعبة السياسية, فأين هو قرارنا في تحديد مصير الوطن, ننتظر اقرار الموازنة بدون مديونية ونحتمل ضرائب جديدة على القيمة المضافة كحل بديل عن زيادة الدين وبالتالي زيادة العجز في ميزانية الدولة, ولكن يبقى الهدر وغياب الرقابة في المؤسسات السبب الرئيسي لما يعانيه الشريك ( المفترض انه المواطن).
هذه هي مسيرة المواطن الطويلة, اقسمت منذ بدايتها الا اكون الا على الوفاء سائراً. علمت من الخطوة الاولى ان طريقي شاق وصعب وان الاشواك قادرة على جرح الاوراق الندية, علمت ان الحياة كفيلة بالانصاف الا انها وفي الغالب تخدعنا بسياستها الماكرة فنعلن استسلامنا بكل بساطة. مرة بعد مرة كنت احاول جاهداً التأقلم مع ظروف الحياة محافظاً على قناعاتي الثابتة بالرغم من العوامل المتغيرة المحيطة بي, اؤكد امام خصمي انه على خطأ وان الحقيقة مهما غطتها اقنعة تبقى واضحة , فاذا بي اصتدم بالحق الذي يخبأ في ادراج النسيان وبالكذب الذي يكسو الوجوه ويتنقل مفتخرا بين الناس.
وقفت حائراً على عتبة الزمان, ان تراجعت عن ايماني بقضيتي ساسجل خسارة فاضحة لاني لا زلت مؤمناً بحقيتها وهي اكبر من ان تندثر بمجرد قرار , واذا وقفت ثابتاً في مكاني عجزت عن التقدم اكثر وبقيت كما انا , واذا استرسلت في التقدم سمحت لهؤلاء الكاذبين ان يبنوا على صدقي ممالك كذبهم , وعلى بقايا كوخي قصورهم العالية وعلى حلمي ومستقبلي جبروتهم الكافر. ولكن سئمت من التغطية عن كذبهم , سئمت سياستهم الماكرة , سئمت قلوبهم المسكونة بعدم الوفاء , سئمت وجوههم الملونة والمتبدلة عند كل موقف , سئمت تكبرهم الفارغ وعدم خبرتهم , سئمت قصصهم التي لم ولن يجدوا لها يوما اي نهاية.
فقررت ان اعتبرها خيبة امل, احداث مرت علي وندمت عليها, اسهل بكثير من ان ابقى ضحية لمن لا يفقهوا الرسالة من الكرسي, خيبة عشتها لفترة طويلة وستبقى تحفر اعماق قلبي , خيبات الامل احدى ركائز الانتصار القادم, وان نستسلم يعني النهاية وما دمنا على حق لن يستطيع الباطل غزو انفسنا والجوهرة في اليد تبقى جوهرة حتى ولو شهد الجميع بانها قرعة لشرب المتة, الصدق و الحق جوهرة وقلعة لاقرعة وسياتي يوم تطير عن منكريهم قراعهم. فانا لم ارتكب ذنبا الا كوني صادقاً وصاحب قضية ومبدأ وهدف شريف اطمح الى بلوغه. ولكن ماذا وجدت ؟؟؟ لم احصل الا على وعد يمحوه وعودا جديدة , والمسالة لم تعد مقتصرة علي , فهي مأساة امتدت عبر حدود الوطن, وبدأت تنخر بنيانه اكثر واكثر. واتت الى غربتي وانا لن اسامح لاني صاحب حق, ولا بد للزمن ان ينصفني لاني لا انتظر من الدجال ان ينصفني. وانهي بقول الشاعر المغترب اللبناني- الاميريكي جبران خليل جبران
"إن ما تشعرون به من ألم هو انكسار القشرة التي تغلف إدراككم وكما أن قشرة النواة الصلدة يجب أن تتحطم وتبلى حتى يبرز قلبها من ظلمة الارض الى نور الشمس هكذا انتم ايضا يجب أن تحطم الآلام قشوركم قبل أن تعرفوا معنى الحياة" (جبران خليل جبران).

ليست هناك تعليقات: