السبت، أبريل 03، 2010

رسالة الى جبران خليل جبران

فـــــادي الحـــــاج
اشتاقت روحي الى الكلمات الهاربة وهاجرت الكلمات في رحلة صامتة تبحث عن قلاعها الحصينة.حيث يقطن أباء اللغة ورواد الكلمة.تركت روحنا وحيدة تتخبط في عالم مادي أثقل كاهلنا ببقايا انسان متمثل في جسد يلهث وراء انانيته. بتحليلات داروين وبنظريات ماركس.
وانهال الانسان غضبا على الطبيعة. حيث يبتسم الرقي وتسمو الروح بمشاعرها النبيلة. حيث استقر جبران خليل جبران بأرواحه المتمردة وبأجنحته المتكسرة التي أدمت قلوبنا بكلماته الموجعة مودعة سلمى وطفلها الذي أتت به الى الحياة ليصطحبها معه في رحلتها الابدية انها عالم الحياة في داخل من تعب من هجرة الكلمات.
اشتاقت روحي الى حروف نترت مباسمها وعبراتها على اوراقي في كل مناسبة. اشتقت الى التحرر من تقاليد عمياء حاصرت فكرنا في زاوية العبودية الفكرية الاثمة التي جابهت كل تقدم علمي اخلاقي واقتادتنا لنتلمس معنى الحياة بمفهوم الانسلاخ الانساني عن الروح وما تمثله من أداة فعلية رادعة لكل ظلم قاتل للانسانية. فأي ظلم هذا الذي هربت منه الكلمات؟؟؟
أراني امثلك اليوم يا جبران واحمل على اكتافي عبء لملمة تلك الكلمات التي صاحبت فكرك المتمرد على اثام هذا المجتمع. أيها اللبناني الذي اقتدت قضيتك الاولى بقلم صرخ ليس من سعادة بل من وجع وألم, رافق مسيرة حياتك المثقلة بالهموم والمعاناة . يا شاعرا لكل مهنة قائلا" أعني بالشاعر كل مخترع سواء كبيرا كان أم صغيرا.وكل مكتشف أقويا كان أم ضعيفا وكل مختلق عظيما كان أم حقيرا وكل محب للحياة المجردة اماما كان أم صعلوكا وكل من يقف متهيبا امام الايام والليالي فيلسوفا كان أو ناطورا للكروم "
وخاطبت المقلد بالقول" أما المقلد فهو الذي لا يكتشف شيئا ولا يختلق أمرا بل يستمد حياته النفسية من معاصريه ويصنع أثوابه المعنوية من رقع يجزها من أثواب من تقدمه"
حررت اليوم قلمي لأتتبع خطوات الحروف الهاربة. لأعيد واياك يا جبران بناء تلك الصرخة التي تعيد التئام الانسانية جسدا وروحا يغذيهما الحب الخالص المجرد عن المادة لنوقف نزيف الادمغة عن عدم التبصر والتطلع لذاتنا وليس لذوات الاخرين. لنصنع حضارتنا بأيدينا ونبني المجد المكلل بأدبك الراقي المعبر عن رفض واقع اعتدنا مفاهيمه الخاطئة الذي قهر كل تطور وتقدم على مستوى الانسانية. وترانا دائما في تخلف طبع في مخيلتنا اقتباس انجازات واختراعات الاخرين. فلا ترانا يا جبران غير شعب مستورد لكل اشيائه, حتى الصغيرة منها.
حتى اللغة.نراها في حاضرنا غير قابلة للتجديد. لا تصحو مع اشراقة صباح جديد. ولكنها شيعت في نعوش ودفنت في عالم استقبل مفكرينا. هناك في قلاعكم, خوفا عليها من التقهقر والهوان ,بأيد لم تعرف قيمة الحرف ولا أهمية اللغة في بناء شعوب تقود الصناعة والتجارة والادب, وتساهم في بناء هياكل العلم وصهرها بالاجيال التي اعتادت على الاقتباس وحاربت الجهد الانساني
نعم يا جبران .أراك بالامس منتقدا لكل تخلف ما زال يحاصر مجتمعاتنا. وأراني اليوم أمسك بريشتك التي ما صمتت يوما. لأكمل مسيرتك في اعادة احياء اللغة من جديد. لن يموت الحرف في زنزانة صامتة. ولن تقتل الكلمة برصاصة الغدر. فما زال أمامنا الكثير يا جبران .أنا وأنت وتلك الريشة التي تأبى الا الكلام.

ليست هناك تعليقات: