الاثنين، يوليو 16، 2007

السيد رئيس الوزراء المحترم نحن اللاجئون قلقون على حق العودة


عطا مناع

يقول رئيس الوزراء الفلسطيني في لقاء مع صحيفة هارتس العبرية "يتوجب على إسرائيل عدم القلق من قضية حق العودة الفلسطيني"، وكأن السيد رئيس الوزراء يرسل لدولة الاحتلال إشارات تؤكد أنة سيتم التفاهم على هذه القضية ضمن التوجه الإسرائيلي، وان منظمة التحرير المخولة بالتفاوض عن الشعب الفلسطيني مدعومة عربيا لديها القدرة على اتخاذ قرارات لا تغضب الدولة العبرية.

كلام الدكتور فياض مقلق ويعكس حالة من الانفلات وعدم ضبط النفس في أوساط القيادة الفلسطينية التي تعتقد أن الأزمة التي تعصف بالساحة الفلسطينية تبيح المحظورات وتفتح الأبواب على مصراعيها لمراودة دولة الاحتلال على قضية العودة، ولا اشك أن السيد رئس الوزراء جاد فيما يقول وهذا خطير ليس لان الدكتور فياض يقوله وحسب وإنما لحساسية المرحلة التي نعيشها كفلسطينيين بشكل خاص وكعرب على وجه العموم.

وبما أن فياض قال الكلمة الفصل وطلب من دولة الاحتلال أن لا تقلق فعلى كل فلسطيني حريص على الثوابت الفلسطينية أن لا يعبر عن قلقه فقط وإنما رفع الصوت عاليا أمام كل من يحاول أن يلعب بنار الثوابت بغض النظر عن طبيعة المرحلة وموازين القوى لان فخامة السيد رئيس الوزراء المبجل أطال الله في عمرة ليس وصيا علينا كلاجئين وعلى حقنا في العودة .

يفترض في هذه المرحلة أن تكون منظمة التحرير الفلسطينية الحارس الأمين للثوابت وإلا فقدت مبرر وجودها، إنها وبكل بساطة جاءت لتعيد الحقوق الفلسطينية المتمثلة بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم التي هجروا منها، هؤلاء اللاجئون الذين كانوا ولا زالوا الحطب والنار لكل مراحل النضال الفلسطيني لا ليخرجوا علينا ليقولوا لدولة الاحتلال لا داعي للقلق"أنها مسألة بسيطة".

إن قرارات الأمم المتحدة وعلى رأسها قرار 194 يؤكد حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم وديارهم التي هجروا منها وان هذا الحق غير قابل للتقدم أو التصرف، وطالما أن"الشرعية الدولية" لا زالت تقف إلى جانب شعبنا في عودته إلى أرضة فهذا يعطينا إلى جانب تمسكنا كشريحة واسعة من الشعب الفلسطيني إلى جانب شرائح المجتمع المختلفة المتمسكة بالحقوق الفلسطينية ان نقول للسيد رئيس الوزراء ومن سبقوه إلى هذا الطرح اخرجوا من عالمنا.

خلال شهر وهو عمر الحسم العسكري أو الانقلاب الذي قامت به حركة حماس في قطاع غزة نعيش أشكال مختلفة من الفلتان، إننا نشهد انفلات لدي القيادات الفلسطينية في اختيار التعابير المناسبة تجاه الآخر،كما أن الانفلات في التصريحات الإعلامية بات واضحا، أما المؤتمرات الصحفية التي بمعنى وبدون معنى فحدث ولا حرج، والأخطر هو الانفلات والهرولة اتجه الإسرائيلي وتقدم التنازلات المجانية والإشارات الواضحة في العلن والله اعلم ماذا يجري في الخفاء.

صحيح أن ما قاله رئيس وزرائنا الجديد ينسجم مع المرحلة الأمريكية ،ولكن سيبقى كلام يضاف إلى ما قيل ممن سبقوه وأثاروا زوبعة في حينها ولكن كانت زوبعة في فنجان .

فلسطين

ليست هناك تعليقات: