السبت، يوليو 14، 2007

اعتذار حماس؟ على أي شيء يعتذرون؟


عمر موسى

الكثير من السياسيين الفلسطينيين يطالبون حركة حماس بالاعتذار عن ما قامت به في قطاع غزة. وحتى يقدمون الاعتذار وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل أن تحكم سيطرتها على القطاع، فإن الحوار مرفوض مع قوة فلسطينية لها تأثيرها الملموس والواضح في الساحة الفلسطينية. لكن وفي نفس الوقت فإن الجميع يتلهّف ويستجدي اللقاء مع قتلة الشعب الفلسطيني وجلاديه.

اعتذار حماس هو الأمر الذي سيجلب التحرر والحرية والاستقلال الفلسطيني... هذا هو الأمر الضروري والأساسي كي يستعيد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة استقلاله وحريته التي سلبتها حركة حماس. أليس كذلك يا أيتها السلطة الشرعية التي يباركها إيهود أولمرت ومولانا بوش؟

ألا يمكنكم أن تحيوا فينا بعض الذكرى وتذكرون لنا الحرية التي كان شعب فلسطين يتمتع بها وجاءت حماس لتحرمنا متها؟ ألا يمكنكم أن تذكروا لنا عدد الحواجز الإسرائيلية التي أزلتموها خلال فترة حكم الجنرال الوطني محمد دحلان ومعاونه رشيد أبو شباك؟ وذكّرونا بأعداد الأسرى التي تم تحريرها؟ حرية التحرك للشعب، لأننا ندرك تماماً حرية حركة المسؤولين الفلسطينيين بين قرى وبلدات ومدن فلسطين، وحرية تحركهم بين الضفة الغربية والقطاع. حدثونا عن اجتماعات المجلس التشريعي والحرية التي يتمتع بها رئيس المجلس المنتخب ديمقراطياً وعشرات النواب الذي يقيمون في فنادق السجون الإسرائيلية. حدثونا عن حرية الاستيراد والتصدير. حدثونا عن حرية التعليم والاستشفاء التي تسمح للنساء الفلسطينيات بأن يضعن حملهن على الحواجز الإسرائيلية وهن ينتظرن كرم جندي إسرائيلي قادم من أفريقيا أو أوروبا أو أمريكا أو روسيا ويتحكم بأمر شعب بأكمله وعلى مرآى ومسمع قيادات فلسطين التي ترفض الحوار مع حماس. إن لم نقل أنهم يأخذون البركة من زعماء العالم المتمدن والديمقراطي، أمريكا بوش وبريطانيا طوني بلير. كل هذا لا تراه السلطة الرسمية الفلسطينية ولا أولي الأمر في العالم. كل ما يرونه هو سيطرة حماس على القطاع، ولا يرون ما يقوم به من يسيطر على الضفة الغربية.

حملات الدهم والاعتقال والخطف والسرقة والتحقيق (..) في غياهب سجون السلطة (الشرعية) في الضفة أمور ديمقراطية تهدف إلى حماية المكتسبات الفلسطينية التي أنجزها لنا الجنرال غير المرغوب فيه الآن، محمد دحلان. التحقيق فيما قامت به حماس أمر ضروري. لكن قبل أن نطالب بذلك، ألا يحق لنا أن نسأل عن الأسباب التي أدت بحماس للقيام بما قامت به؟ ما هي الأسباب التي أدت بنا إلى نهرق دم أبنائنا وبأيدينا؟ ما هي الأسباب التي جعلت السلاح الفلسطيني المتواضع أن يتم توجيهه إلى صدور أبنائنا بدلاً من مواجهة حملات الجتياح المتكررة وفي كل زمان ومكان فلسطيني؟ أين هي مئات الدولارات التي قدمتها أمريكا إلى السيد دحلان؟ ما كان هدف هذه الملايين؟ هل كان الهدف منها الارتقاء بأوضاع الشعب الفلسطيني وتحسن مستوى حياته السياسية والاجتماعية أم من أجل إخضاعه وترويضه لمشاريع العدو؟ لقد حار بنا الأمر وحرنا معه. أي شرعية تلك التي تريدوننا أن نؤمن بها ونتمسك بأهدابها؟ أهي شرعية الشعب أم شرعية أولمرت وبوش؟

محمود عباس انتخب شرعياً. آمنا وسمعنا وأطعنا. حماس أنتخبت شرعيا وديمقراطياً. فهل علينا أن نكفر بهذه الديمقراطية ونؤمن فقط بديمقراطية عباس؟ من يسحب الشرعية ومن يثبتها؟ نسألك ايها الرئيس الشرعي. من يملك الشرعية، هنية أم سلام فياض؟ من يمنح الشرعية؟ الشعب أم أعداء الشعب؟ شعب فلسطين أم بوش وأولمرت؟

إن طالبنا حماس بأن تقدم اعتذاراً لما قامت به، أفلا يجوز لنا أن نطالب مذلم باعتذار الفاشلين والمقصرين، إن لم نقل المساومين على حقوق شعبنا بالاعتذار ولملمة أشياءهم والاختفاء عن مواقع المسؤولية المشكوك بأمرها وولاءها؟ وإن طالبنا حماس بإعادة الأمور إلى ما كنت عليه، أفلا يحق لنا أن نسأل عن تلك الأمور التي تطالبون بالعودة إليها؟ أهي نفس حالة محمد دحلان ورشيد أبو شباك؟ أم حالة الثورة الفلسطينية التي تناضل من أجل حرية وعودة فلسطين إلى أبنائها وشعبها؟ أم أننا لا يحق لنا بعد اليوم أن نطالب بالعودة إلى فلسطين؟ أخشى أن يتم اتهامي بالإرهاب لأنني أطالب بحقي في قريتي في فلسطين. أعاد فلسطين أنني لست إرهابياً. أقسم أنني ضحية الإرهاب. إرهاب اغتصاب وطني. وإرهاب منعي من المطالبة بحريتي وحقي في الحياة الحرة الكريمة. حاول تأمينها لي يا من تتمسك بتمثيلي وتمثيل شعبي مثلما تحاول تأمين عودة الأمور إلى ما كانت عليه في غزة قبل سيطرة حماس.

أعود لأقول للسيد الرئيس محمود عباس وحكومة تسيير الأمور برئاسة السيد سلام فياض: نحن كذلك نطالب بعودة الأمور إلى ما كانت عليه، لكن عند تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية التي حددت أهدافها بتحرير فلسطين، كل فلسطين. حق العودة إلى فلسطين، كل فلسطين. وحين كان شعارها، فلسطين عربية وستبقى عربية.

ليست هناك تعليقات: