الجمعة، يوليو 27، 2007

لا يفتى والمالكي في رام اللة


عطا مناع
والله شر البلية ما يضحك، فنحن في فلسطين نفتقر إلى من يقول كلمة الحق في وجه الجهلة، لقد وصلنا إلى القاع وفقدنا البصر والبصيرة وأصبنا بالعمى السياسي لدرجة أن السطحية في التعاطي مع قضايا الشعب هي السائدة، عجب العجاب لقد أصبح حذاء إسماعيل هنية الذي سرقة احد الأطفال في غزة يتصدر العناوين الصحفية ورفض احد الخريجين في إحدى الكليات أو الجامعات أن يتسلم شهادته من عزام الأحمد مادة إعلامية دسمة، وكأن هؤلاء يعيشون في عالم أخر بعيدا عن الموت الذي ينشب أنيابة باللحم الفلسطيني المكدس على معبر رفح، إنهم يتعاموا عن ما تقوم بة دولة الاحتلال من سلب ونهب للأرض الفلسطينية ويجاهرون بشعارات لا طعم لها عن الدولة الفلسطينية التي أحاول جاهدا أن أقف على حدودها دون جدوى، إنهم وبدون استثناء يقومون الليل والنهار لتتفتق إبداعاتهم بمزيد من الفرقة والتيئيس والسباب وإصدار الفتاوى السياسية والدينية التي ما انزل الله بها من سلطان.

ضفاوي وغزاوي شعب واحد، حلم واحد، تاريخ واحد، احتلال واحد، الهم الألم الوجع المصير رصاص القتل والاحتلال الرابض على الصدر واحد، لا شيء يقبل القسمة على اثنين فالجوعى في غزة ينتمون إلى طبقة جوعي الضفة، واللاجئين المتمسكين بحلمهم في غز والضفة، ولكن في غزة حكومة تقول إنها الشرعية وفي الضفة حكومة تنفي حكومة غزة، في غزة الوزراء الحمساويون وفي الضفة التكنوقراط، في غزة عطلة رسمية نختلف عن الضفة، لقد قسموا الشعب الذي لم يكن على مدى الصراع مع الاحتلال يقبل القسمة على اثنين، وادخلوه في متاهة المصالح التي ليس لها وطن أو دين،هذا الوضع فتح ثغرة للاحتلال الإسرائيلي لينفذ إلى قلب القضية الفلسطينية ليجاهر بما لم يستطع أن يجاهر بة.

والمستهجن دخول الصراع بين رام الله وغزة إلى المحرمات التي لا يقترب منها أي سياسي غير مخضرم، لان السياسة تقف أمام الخطوط الحمراء على اعتبار أنها فن الممكن، وهذا يتطلب من المسئولين الفلسطينيين الفرملة بين الحين والأخر، لأنة يكفي الشعب الفلسطيني ما يعيشه من أزمات حياتية ليتم الدخول للخصوصية التي تربط الإنسان بربة، لذلك يجب أن نتوقف أمام ما قاله وزير الإعلام والناطق باسم حكومة تسيير الأعمال الدكتور رياض المالكي بخصوص الحجاج من قطاع عزة ومفاده أن حجاج عزة يواجهون مشكلة في أداء فريضة الحج بسبب سيطرة ما سماه بأوقاف حماس على ملفات الحجاج في غزة وان هناك تنسيق بين رام الله والأردن والسعودية لعدم الموافقة على إي اسم أو قائمة تخرج من غزة وان على حماس رفع يدها عن هذا الملف وإلا ستتحمل حماس عدم أداء حجاج غزة فريضة الحاج.

لقد أفتى الوزير المالكي بما ليس له بة علم، إن الحج فريضة ربانية لا يحق للوزير المالكي أو غيرة التحكم بها، ناهيك عن المشاكل التي يواجهها المواطن الفلسطيني في أداء هذه الفريضة التي يموت البعض قبل أدائها نظرا لان المملكة العربية السعودية خصصت للفلسطينيين عدد محدود من الحجاج ما يؤدى إلى موت البعض قبل أداء هذه الفريضة.

لقد وقع الوزير المالكي في المحظور، فالاحتلال وحدة يمنع ويسمح، ولو جاء المنع من الاحتلال لقلنا لا حول ولا قوة إلا بالله، ولكن أن يأتي المنع عن طريق وزير فلسطيني نعول علية إخراج الشعب من ازمتة فهذه مصيبة، لانة بذلك يدخل قطاع غير محدود في أزمات غير مبررة مهما كانت الأسباب لان حرية العبادة أمر تكفله الشرائع الدولية ولا يحق للمالكي اوغيرة يخوض في هذا الشأن الرباني الذي ليس له علاقة لا بالتطرف أو بحماس ولا بالصراع القائم، وان مثل هذا القرار سيفتح المجال أمام دولة الاحتلال للمضي قدما في التضييق على الفلسطينيين في المسجد الأقصى المبارك، وهذا الأمر يجب أن لا يكون خافيا على الوزير المالكي وزملاءه في حكومة تسير الأعمال وإلا فسنكون قد هربنا من الدلف إلى المز راب، وان هذه التصريحات والقرارات الغير مسئولة ستفتح أبواب جهنم على الشعب الفلسطيني وستهيئ لمرحلة من القمع والدكتاتورية الغير مسبوقة بسب الارتجال في قضايا تمس الوجدان الفلسطيني.

أنا اطلب من وزير الأوقاف في حكومة تسير الأعمال أن يأخذ دورة، لان مسألة الحجاج الفلسطينيين من اختصاص وزارته، إن تدخل وزير الأوقاف للبت في هذا الموضوع من الناحية الشرعية سيعكس حالة من الأمان للمواطن الفلسطيني العادي، لان الفتوى التي تصدر عن وزير الأوقاف في هذا الشأن لها طعم مختلف وإلا فلا يفتى والمالكي في رام الله.

ليست هناك تعليقات: