الخميس، يوليو 19، 2007

لماذا لم يتطرق الأسد في خطابه للوضع اللبناني؟


سعيد علم الدين
على غير عادته لم يتطرق حاكم سورية بشار الأسد في خطابه الأخير، الذي ألقاه بمناسبة أدائه اليمين اللادستورية لولاية ثانية وراثية لاشرعية مدتها سبع سنوات عجاف قمعية لن يكملهما بالتأكيد، إلى الوضع اللبناني: لا تعليقا ولا تقريعا، لا تلميحا ولا تلويحا، لا تبشيرا بالقاعدة وما شابه ولا تمريرا لكلمة سر.
ومما لفت نظرنا أثاء أدائه الخطاب هي علامات الخيبة والحسرة والندم والمرارة والارتباك والوجوم التي كانت مرسومه على وجهه بوضوح طوال الوقت ولم تفارق محياه رغم محاولاته اليائسة لتبديدها بابتساماته البائسة التي كان يجهد في اصطناعها أمام الجمهور. وكأنه مصاب بصدمة قوية أفقدته القدرة على إطلاق ضحكاته الرنانة المعهودة.
السبب يعود حسب تقديرنا إلى أسباب أهمها:
- فشله الذريع في وقف إقرار المحكمة الدولية، رغم محاولاته المستميتة ومنها الاغتيالات والانفجارات والاعتصامات في وسط بيروت والاضطرابات وإغلاق مجلس النواب من قبل بري خصيصا لتعطيلها.
- اخفاقه المتواصل في إشعال نار الفتنة والحروب المذهبية بين اللبنانيين رغم كل دسائسه وتفجيراته واستفزازات أذنابه وممارسات مخابراته التي انكشفت الكثير من خلاياها وانفضحت شر فضيحة بمسرحية ما يسمى "فتح الاسلام".
- عدم صحة التقارير التي كانت تصله وتؤكد له عن ضعف الحكومة اللبنانية المعتمدة على أكثرية وهمية وانهيارها السريع أمام جبروت الحزب اللاهي وميشال عون وفتحي يكن وأحمد جبريل، وانه عند أول امتحان سيتخلى عنها الجيش وينقسم كالعادة إلى جيوش وينقض اللبنانيون على بعضهم كالوحوش ولن يردعهم من جديد إلا "الأسد" الهصور.
ولهذا فقد فاجأه وزاد في حيرته صمود الحكومة رغم الاغتيالات والتفاف الشعب والعرب والعالم حولها. وأيضا وحدة الجيش اللبناني وتماسكه وتنامي قوته وقدرته على بسط الأمن والنظام والقضاء على المجموعات الإرهابية بجدارة في كل لبنان وبالأخص في مخيم نهر البارد حيث لم تنفع حتى خطوط حسن نصر الله الحمراء في حماية عصابة "فتح أصف شوكت" من المصير المحتوم: الموت أو الاستسلام.
وما أزعج الأسد أشد الإزعاج هنا أن القرار السياسي للحسم العسكري في البارد أتخذ في سابقة خطيرة من قبل حكومة السنيورة الشرعية ونفذه الجيش بحذافيره دون الرجوع إلى أخذ الإذن من الباب العالي الدمشقي!
ومما زاد في انزعاجه التفاف الشعب المنتفض الثائر حول حكومته وجيشه القادر في ظاهرة مشرقة لم يسبق أن عهدها لبنان، أودت بأحلام ومخططات ومشاريع بشار الأسد في التخريب أدراج الرياح. كيف لا والمؤامرات أصبحت مكشوفة قبل أن تخرج من مطابخها الدمشقية.
ولهذا سيحقق شعب ثورة الأرز بالتفافه حول حكومته الشرعية ودولته الفتية الديمقراطية وجيشه المغوار الانتصار تلو الانتصار، لوطن ينهض شامخا من تحت الدمار.وربما المرارة التي ارتسمت على وجه الاسد مردها ايضا الى فشل خطة آصف شوكت بإعلان إمارة الشمال الإسلامية وفصلها عن لبنان. والذي حصل هو العكس تماما حيث أدت مؤامرات الأسد إلى تماسك وطني رائع على امتداد جغرافية لبنان كرستها أعراس الشهداء الجنود من كل الطوائف والمناطق وإلى انتصارات الجيش وسحقه لعصابة العبسي الإرهابية التي هي انتصارات على المخابرات السورية وقواها الإجرامية الشريرة في لبنان. .

ليست هناك تعليقات: