الثلاثاء، أكتوبر 24، 2006

مومسات.. للجنود الدوليين


بقلم شربل بعيني
قد يستهجن البعض ما طالبت به النائبة الهولندية أنيماري جوريسما من إرسال مومسات مع الجنود الهولنديين المنقولين إلى خارج البلاد، بغية (تفريغ طاقاتهم الجنسية) على حد تعبيرها. ولكنهم لو راقبوا الأحداث لوجدوا أن العديد من الجنود يغتصبون فتيات البلدان العاملين بها، من أجل التخلص من تلك الطاقة المزعجة التي كثيراً ما تزج أصحابها بمشاكل ومحاكمات لا حصر لها كما يحدث لبعض الجنود الأميركيين في العراق.
والظاهر أن هذه السياسيّة الهولندية البارزة تعرف جيداً مدى تأثير الغريزة الجنسية على أداء الجنود، وكم سينعمون بالهدوء النفسي، والاسترخاء الجنسي، لو توفرت لهم هذه الخدمة المهمة، التي تتجاهلها معظم الحكومات العالمية حتى لا تثير غضب زوجات الجنود، وتشعرهن بالقلق وعدم الاستقرار العائلي.
لقد طالبت هذه المرأة الجريئة قيادة جيش بلادها بالسماح لمثل هذه الأمور الجنسية بالانتشار في المؤسسة العسكرية، كي يحصل الجنود على حوافز إضافية، قد لا تقل شأناً عن المال والنياشين والرتب والترقيات، إذ لو خيّر الجندي بين رتبة إضافية أو فخذي امرأة، لفضّل الفخذين دون أدنى تفكير، لأن هذا ما يحتاجه في أرض المعركة، بعد الإرهاق والتعرض للموت كل لحظة.
كما أن خدمة المومسات للجنود ستكون مثمرة للغاية، كونها تضاعف من أداء الجنود الميداني، وتساعدهم على حماية أنفسهم وكرامتهم. فالجندي المتقلب عقلياً بسبب تهيجّه الجنسي قد يصبح عرضة للموت أكثر من زميله المسترخي جسدياً. كما أنها تقضي على وحشية تلك الغريزة التي كثيراً ما ترمي صاحبها في براثن الاغتصاب الجنسي.
بعض الجنود الهولنديين أعربوا عن تحفظاتهم حيال هذه المسألة، لا لأنهم يشمئزون منها ويرفضونها، بل خوفاً على حياة المومسات اللواتي سوف يرافقنهم، كونهن لم يخضعن لأية تدريبات عسكرية، قد تحميهن من غدر الأعداء، وترد عن شفاههن الندية كأس الموت الزكام.
نقابة عمالية واحدة رحّبت بالفكرة، وأيدتها مليون بالمئة، وطالبت بتطبيقها حالاً، لما لها من فوائد جمة على عضواتها، خاصة في هذا الزمن الكاسد، الذي حرمهن فيه غلاء المعيشة وارتفاع أسعار البترول من زبائنهن المفضلين، وما على النقابة سوى إيجاد فرص عمل لهن ولو كانت على خط النار. إنها نقابة العاملات في الدعارة والجنس في هولندا.
لقد قيل لي أن المومسات المتعددات الجنسية في وطني، وما أكثرهن، قد انتقلن من الكسليك إلى الجنوب، لأن جنود اليونيفيل بحاجة ماسة الى خدماتهن الجنسية، منذ اليوم الأول لوصولهم إلى لبنان. ولكن من أين سيحصل جنود هولندا على تلك الخدمة الحساسة في مناطق أكثر إحساساً كأفغانستان والبوسنة؟
دعوة النائبة جوريسما يجب أن تلقى القبول في هولندا، وأميركا، وأستراليا، وأوروبا وغيرها، وإلا ردّوا جنودكم عن بنات الناس الطيبين الشرفاء، أو أرجعوهم إلى ديارهم سالمين.

الأربعاء، أكتوبر 11، 2006

سجناء لبنان.. وصالون الحلاقة



شربل بعيني

أعترف أنني زرت بعض السجناء اللبنانيين في السجون الأسترالية.. وأعترف أيضاً أنني حسدتهم على رفاهية العيش التي يتنعمون بها، إنهم والحق أقول، يعيشون أفضل منا نحن الأحرار بألف مرة. وإليكم بعض الأمثلة:
أولاً: لقد دفعت السنة الماضية أكثر من ألف دولار لدخول نادٍ رياضي، وممارسة بعض التمارين التي نصحني بها طبيبي الخاص. أما السجناء في استراليا فيمارسون رياضتهم البدنية مجانا على أحدث الآلات الرياضية المستوردة.
ثانياً: علي أن أعمل ليل نهار من أجل لقمة عيشي، بينما هم يتناولون ما لذ وطاب ويلبطون صحونهم كما يقول المثل اللبناني.
ثالثاً: في غرفة نومي لا يوجد تلفزيون حتى الآن، وغرف سجونهم مزودة بتلفزيونات كبيرة بغية الترفيه عنهم.
رابعاً: أنا أكد وأجتهد كي أقبض راتباً، والسجناء يقبضون رواتبهم دون أن يعملوا.
خامساً: لم أتمكن حتى الآن من دخول فريق رياضي فوق سن الخمسين، بينما فرق المسجونين الرياضية، وبأعمار مختلفة، أكثر من أن تحصى.
تذكرت هذا القليل من كثير النعم التي يترفه بها السجناء الأستراليون، وأنا أقرأ خبراً مؤلماً للغاية، بأن بعض الجمعيات الانسانية اللبنانية تضامنت وتكاتفت من أجل إيجاد صالون للحلاقة في سجن طرابلس.
ولأن الحدث مهم للغاية، فقد دعي الاعلام البلدي والعربي والعالمي لنقله الى أعين كل من يتهم السلطات اللبنانية، منذ الاستقلال، بأنها لا تهتم بالمواطنين، وخاصة السجناء منهم، فكم بالحري إذا كان معظم اللبنانيين سجناء، إما في بيوتهم، التي يخافون أن يغادروها كي لا تحصدهم قنبلة موقوتة، وإما في أحزابهم التي تجرهم من ساحة إلى ساحة بغية التظاهر الممل من أجل تمرير مشاريعها وأهدافها، وإما في السجون التي دخلوها بعد أن مارسوا حقهم في التعبير عن آرائهم.
ومشروع افتتاح صالون للحلاقة في سجن طرابلس، لم ينبت من العدم، فلقد أنهك التعب مسؤولي مركز (ريستارت)، حتى تمكنوا بمساعدة جمعية العزم والسعادة الاجتماعية من تحقيقه، فلهم منا التقدير والشكر.. لأنهم حققوا شيئاً في وطن لم يعرف سوى الدمار.. ولم ينتج سوى الدمار.. ولم يهدَ إليه سوى الدمار.
لقد قرأت الكثير عن أحوال السجناء اللبنانيين المزرية، كيف أنهم ينامون بالعشرات كالماعز في غرف صغيرة نتنة، ويمارسون اللواط أمام بعضهم البعض، ويبتلعون كافة أنواع المخدرات دون حسيب أو رقيب.. لدرجة أن الكثيرين منهم حاولوا الانتحار بغية التخلص من عذاباتهم.
ولكنني لم أدرك أبداً ان مشروع افتتاح صالون للحلاقة في سجن لبناني، يساوي مشروع افتتاح السد العالي في مصر، ويلزمه كل هذا التطبيل والتزمير.
يقول المثل اللبناني: هنيّال من له مرقد عنزة في لبنان.. أما أنا فأقول: هنيال من له غرفة في سجن أسترالي.

الاثنين، أكتوبر 02، 2006

إرحموا الحيوان يرحمكم اللـه


شربل بعيني
قد تكون من المعتوهين جداً إذا فكّرت بتهريب مخدر ما عبر مطارات العالـم الدولية، فالكلاب المتخصصة باكتشاف المخدرات، ولو كانت في بطنك، ستلقي القبض عليك، وتسلّمك لرجال الجمارك.
حادثة بسيطة حدثت مع زوجتي في مطار سيدني تثبت لكم صحة ما ذكرت. فلقد أكلت زوجتي تفاحة وضعت ما لا يؤكل منها في حقيبة يدها، ونسيت الموضوع كلياً، وعندما وصلنا إلى مطار سيدني، سألونا إذا كنا نحمل فاكهة أو خضاراً، فأجابت زوجتي بالنفي، ولكن كلباً صغيراً تقوده إحدى الفتيات الجميلات راح يقفز عليها، فالتفتت إلى مدربته وقالت:
ـ كلبك يحبّني كثيراً.
فضحكت المدربة وقالت:
ـ إنه يريد الفاكهة التي في محفظتك.
ـ فاكهة ـ صاحت زوجتي ـ لقد رميتها في سلة المهملات قبل خروجي من الطائرة.
ـ فتّشي جيّداً، وستجدين أن كلبي على حقّ.
وبعد لحظات أخرجت زوجتي بقايا التفاحة من حقيبتها وهي تقول:
ـ كلبك على حق.. وأنا على خطأ.. لقد نسيت أنني رميت بقايا تفاحة في جزداني كي أحافظ على نظافة الطائرة.
ومما لا شك فيه أن هذه الكلاب قد لاقت الامرّين بسبب التمرينات الصعبة التي خضعت لها، بما فيها شم المخدرات والادمان عليها، كي تصبح القوة الوحيدة الفاعلة والرادعة على ساحات مطارات العالـم!
وكثيراً ما تتعرض الكلاب البوليسية للقتل أو للمرض أثناء قيامها بواجباتها الأمنية.. وخير دليل على ذلك ما حصل منذ مدة لـ (كلبتنا) الأسترالية روكسي، التي أصيبت بالهذيان في مدينة مالبورن إثر تناولها كميّة كبيرة من الهيرويين أثناء قيامها بالتدريبات اليومية العادية.
ما هي التدريبات (العادية) التي تقوم بها روكسي بوجود (الهيرويين).. لا أحد يدري؟! كل ما نعرفه هو أن روكسي أصيبت بالدوران داخل مركز العلوم القضائي التابع لرجال البوليس في منطقة ماك لويد. وقد نقلت إلى عيادة أحد الاطباء البيطريين في منطقة برود ميدوز.
الرقيب راس مور يعتبر الحادث الذي تعرّضت له الكلبة روكسي قضاءً وقدراً.. فبينما كانت تقوم بالدريبات اليومية تنشّقت كميّة من الهيرويين كانت مخبّأة في علبة بلاستيكية.. وانتشر المسحوق على وجهها، فأصيبت بدوران شديد، وبدأت تترنح كالمخمورين، وتهذي بشكل جنوني.
ولأن روكسي كلبة مكلفة للغاية، اتصلت دائرة البوليس بقسم الطوارىء والاسعاف لتأمين كميّة من الادوية المضادة للمخدر، وبعد خمس ثوانٍ فقط من المعالجة وقفت روكسي على رجليها، وهزت ذنبها، ولمعت عيناها. بعدها مباشرة تعرّض زميلها الكلب البوليسي (بوتشي) لعدة طعنات كادت تودي بحياته، ولكنهم أخفوا الخبر عنها كي لا تنتكس صحّتها أكثر.
ومن الكلاب إلى الفئران.. إلى عذاب بشري آخر للحيوان. فلقد أجرى العالـم فرانسيس روشر من جامعة ويسكونسن الأميركية تجارب على مجموعة من الفئران. أسمع قسماً منها موسيقى (موزار) والقسم الآخر موسيقى حديثة صاخبة. ومن ثـم أخضعها لسباق في تعاريج صعبة للغاية من أجل الحصول على كميّة من الطعام ـ هذا يعني أن الفئران تعرّضت للجوع ـ وتبيّن له أن الفئران التي تنعّمت بسماع موزار كانت أذكى من الفئران التي سمعت الموسيقى الحديثة الصاخبة، وأنهت السباق بسرعة فائقة. وهذا ما ذكّرني بمزارع هولندي صديق، زار أميركا منذ عدة أعوام، وأخبرني أن بقراته تحلب أكثر من بقرات جيرانه، لأنه يسمعها موسيقى (باخ).
وبعد التجارب والاختبارات العديدة التي أجراها العلماء على جميع أصناف القرود، من أجل زرع أعضاء القرد في جسم الانسان، تصديقاً لنظرية النشوء والارتقاء التي أطلقها جدنا داروين، وأعلن بها أن الانسان كان بالاصل قرداً، ثـم تتطور حتى أصبح على ما هو عليه الآن. فإذا بالشركة البريطانية (أموتران) تثبت أن الخنزير أقرب الى الانسان من القرد، وأن بإمكانها زرع أعضاء خنازير في أجساد البشر، وخاصة الاكباد، التي ينشأ عنها مرض السكري. وقال متحدث باسم الشركة ان (أموتران) ستطالب بإجراء تجارب على البشر فقط، وستستعمل اعضاء الخنازير خارج الجسم، تماماً كما تستخدم آلات القصور القلوي والكبدي وغيرها، وعند نجاح العمليات الخارجية تبدأ الشركة بزرع الاعضاء داخل جسم الانسان.
مسكين الحيوان، يقطعونه إرباً إرباً من أجل عينيّ الإنسان، وإذا لـم تنجح تجاربهم نادوا بعضهم البعض وأكلوه في احتفال ضخم يطلقون عليه اسم (باربكيو)..
إرحموا الحيوان يرحمكم اللـه.