الجمعة، يناير 08، 2010

سلام فياض وأعيان حرسي علي

د. فايز أبو شمالة
اختارت شهرية Foreign Policy الأمريكية السيد "سلام فياض" رئيس حكومة تسيير الأعمال في رام الله واحداً من أفضل 100 مفكر عالمي صاغوا العالم في سنة 2009، واستحق ترتيب رقم 61 لأنه برهن على إمكانية ممارسة حكم فعال في قلب الأزمة، وقد تناول الكاتب "صبحي حديدي" في صحيفة القدس العربي بالتفصيل بعض الشخصيات التي فازت بالجائزة، وتطرق إلى تاريخها، ودورها، والمهمة التي تضطلع فيها، ويمكن الاستشفاف بأن القاسم المشترك بين كل تلك الشخصيات الفائزة هو: العداء للإسلام، والوقوف إلى جانب اليهود. وبالتالي العداء للقضية الفلسطينية، وللعرب أجمعين، ولمزيد من التأكد عن طبيعة الشخصيات الفائزة بجائزة المجلة لسنة 2009، اقتفيت أثر أحدى النساء العربيات الفائزة بالجائزة، وهي السيدة "أعيان حرسي علي"، المرأة الصومالية التي أصبحت نائبة في البرلمان الهولندي، وبعد فحص تاريخها، وانجازاتها للبشرية، تبين أن كل ما قامت فيه هو استفزاز الجالية المسلمة في هولندا، والتي يعود معظمها إلى أصول تركية، ومغربية، وقد سخرت "أعيان حرسي علي" من الدين الإسلامي، وكان آخر ابتكاراتها هو عرض فيلم، يظهر امرأة محجبة، تلبس ملابس شفافة، وهي تصلي في المسجد، وكتبت علي جسدها العاري آيات قرآنية من سورة الفاتحة، كتب علي الصدر والبطن والفخذين، وتم عرض الفيلم الدعائي الذي يحمل عنوان خضوع ، في 12 محطة تلفزيونية هولندية قبل أيام. ويظهر الفيلم الذي مدته11 دقيقة، أربع نسوة يمثلن الاضطهاد والعنف المنزلي في بيوت المسلمين، وتظهر على أجساد النساء العاريات علامات التعذيب، وقد غطتها آيات قرآنية من سورة النساء.
العداء للإسلام بالكلمة، والفكرة، والأغنية، والصورة، والفلم، والتنظير، جاء مكملاً للعداء على الإسلام بالصاروخ، والطائرة، والبارجة، والاستيطان الصهيوني، وحصار غزة. وقد عرض "جيمس وولزي" المدير الأسبق لوكالة المخابرات المركزية عقيدته في اجتماع شهير (كشفت النقاب عنه دورية Executive Intelligence Review ) وملخّصها: الحرب الباردة كانت الحرب العالمية الثالثة، وأمّا الحرب الأمريكية ضدّ الإرهاب، فإنها الحرب العالمية الرابعة. وهي طويلة الأمد، وقد تستغرق مائة عام، وتنبسط على مستويات إقليمية وقارّية؛ كما أنّ أشكال القتال فيها لا تقتصر على العمل العسكري، بل تنطوي على مختلف أنماط التدخّل، بما في ذلك الانقلابات العسكرية والاغتيالات الفردية؛ وأمّا العدو الوحيد فيها فهو: الإسلام السياسي!.
لا أحسب أن السيد سلام فياض سيكون فخوراً عندما يذكر اسمه مع تلك الأسماء الأكثر تشويهاً لفطرة الإنسان، والأكثر عداءً للإسلام والمسلمين، وللعرب الفلسطينيين.
fshamala@yahoo.com

ليست هناك تعليقات: